السلطات الجزائرية استهلكت الفائض من ايرادات النفط في شراء السلم الاجتماعي وفي التركيز على ضرب المشاريع المغربية ومحاولة تعطيلها خاصة في افريقيا.
الجزائر – يبعث إعلان الخطوط الجوية الجزائرية تعزيز التوجه نحو افريقيا بافتتاح سبع وجهات جديدة إلى التساؤل بشأن توقيت هذه الخطوة المتأخرة على أهميتها، إذ أنها أهدرت سنوات في التركيز على معاداة المغرب بدلا من التركيز على التنمية، لذلك تحاول اليوم مجاراة نهج الخطوط الجوية الملكية المغربية في التوسع نحو العمق الافريقي والعمل على التحول الى مركز ترانزيت إقليمي ودولي في خضم تحولات اقتصادية تشهدها المملكة منذ سنوات.
وتجاهلت الجزائر لعقود طويلة إمكانية العمل على أن تتحول إلى مركز ثقل اقليمي بامتلاكها ثروة نفطية وغازية ضخمة حيث استفادت من ارتفاع اسعار الطاقة في العالم، لكنها استهلكت الفائض من ايرادات النفط في شراء السلم الاجتماعي وفي التركيز على ضرب المشاريع المغربية ومحاولة تعطيلها خاصة في افريقيا وهو ما يفسر الى حد كبير حالة التأخر التي غرقت فيها الدولة النفطية العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط، على جميع المستويات اضافة إلى معاناتها من استشراء الفساد الذي نخر مؤسسات الدولة.
وكان التركيز الجزائري منصبا على نشر العدوات والتدخل في الشؤون الافريقية بدل التركيز على تعزيز الشركات وتوظيف الاستثمار في بناء السلام والاستقرار وهو ما أساء للجزائر وأضر بها قبل أن يضر بمحيطها الاقليمي وصارت في عزلة أكبر مع انفتاح افريقي أوسع على المغرب بفضل ما يوفره من عوامل استقرار.
وفشلت بتدخلاتها لتسميم العلاقات مع افريقيا وتحاول الان ايجاد منفذ لاستعادة نفوذها، لكن المغرب سبقها بأشواط لأنه ركز على التنمية والسلم والاستقرار وعلى علاقات صحية مع الشركاء الافارقة ونجح في التوسع بفضل رؤية هادئة أرسى دعائمها العاهل المغربي الملك محمد السادس وآخرها تلك المتعلقة بمبادرة الأطلسي التي تفتح ابوابا واسعة لدول الساحل والصحراء لولوج آمن للتنمية والاستثمار وهو الطريق الأسرع لإرساء الاستقرار السياسي والاجتماعي في الفضاء الافريقي.
وتؤكد مصادر أن السلطات الجزائرية باتت محرجة من المقارنة مع المغرب خصوصا في ظل المشاريع والمبادرات الاستثنائية والرائدة التي أطلقها في السنوات الأخيرة والتي جعلت الهوة واسعة بين البلدين في التنمية حيث امتدت النظرة المستقبلية للملكة في التنمية لتشمل الدول الأفريقية، كما سجل المغرب قفزة لافتة في مجال تطوير النقل الجوي.
ودشن المغرب الذي من المقرر أن يستضيف أهم فعاليتين رياضيتين عالميتين هما كأس أمم افريقيا 2025 وكأس العالم 2030 بالمشاركة مع اسبانيا والبرتغال، مشاريع ضخمة لتطوير البنية التحتية تشمل توسعة عدد من المطارات والموانئ واقتناء طائرات نقل مدني لتجديد أسطول النقل الجوي وهي خطوة استفزت الجزائر التي تتوجس من أن تسحب الانجازات المغربية البساط من تحت أقدامها في افريقيا.
ويسير المغرب بخطى ثابتة نحو تعزيز أسطوله الجوي والبري في مجال النقل استعدادا لاحتضان مباريات مونديال 2030، وفي نفس الوقت الاستجابة للتحديات الراهنة والمساهمة في الازدهار الاقتصادي في المملكة تماشيا مع خطط التنمية التي تصل بطموحاتها إلى أبعد من الحدث الكروي العالمي.
وقام المغرب في ديسمبر الماضي ببلورة استراتيجية جديدة ترمي إلى تطوير قطاع النقل الجوي بالمغرب وتأخذ بعين الاعتبار خصوصيات مختلف المناطق والأسواق المستهدفة وتتوخى بالأساس إنشاء آلية لإحداث خطوط جديدة تتماشى جنبا إلى جنب مع مخططات تسويق العرض المغربي وتواكب الحاجيات المختلفة للاقتصاد الوطني.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تطوير تدابير لتعزيز القوانين التنظيمية في مجال خدمات النقل الجوي والسلامة الجوية؛ وهذا في حد ذاته استوجب وضع نظام معلوماتي متطور لتتبع أنشطة النقل الجوي، كما أن المخطط الجديد لتطوير النقل الجوي تضمن إحداث مرصد خاص بالقطاع ليشكل فضاء للدراسات والتبادل والحوار بين مختلف المتدخلين في قطاع الطيران؛ وخصص حيزا هاما لتحسين جودة الخدمات الجوية التي ينبغي توفيرها والتماشي مع تخفيض الانبعاث الكربوني للحفاظ على البيئة.