كميات من الفحم في الصين
أسهمت الصين بحوالي 97% من الزيادة العالمية في إنتاج الفحم منذ عام 2018
هل تعلم أن احتياطيات الفحم التي جمعتها الصين تكفي لتوليد الكهرباء التي تحتاجها الولايات المتحدة حتى عام 2025، بما في ذلك تغطية احتياجات المراجل وأفران الصهر؟ هذا في وقت تُعد فيه الولايات المتحدة واحدة من أكبر منتجي الفحم عالميًا، رغم أن إنتاجها انخفض إلى النصف منذ عام 2008، ليبلغ العام الماضي حوالي 527 مليون طن متري، محتلة بذلك المركز الرابع عالميًا.
ليس هناك غموض حول سبب تراكم هذا الكم الهائل من الفحم، والذي بلغ 636 مليون طن بنهاية يونيو الماضي.
ففي الوقت الذي ساعد فيه تراجع الطلب الأمريكي على الفحم في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة خلال السنوات الماضية، قد تكون الصين على نفس المسار ولكن على نطاق أوسع خلال السنوات المقبلة.
يتفاعل الفحم المخزن مع الأكسجين، مما يؤدي إلى تدهور طاقته الكامنة، وفي أسوأ الحالات يمكن أن يشتعل ذاتيًا.
حتى في أفضل الظروف، يفقد الفحم حوالي ربع طاقته سنويًا. هذا يعني أن الفحم المخزن لا ينتج أي طاقة مفيدة ولكنه يستمر في إطلاق انبعاثات ضارة.
تعاني القطاعات الثلاثة التي تستهلك حوالي 95% من الفحم في الصين من تراجع واضح.
فقد انخفض إنتاج الأسمنت بنسبة 11% خلال الأشهر السبعة الأولى من العام مقارنة بالعام الماضي، وتراجع إنتاج الصلب بنسبة 2%. أما إنتاج الكهرباء من الفحم، فقد ارتفع بنسبة طفيفة جدًا بلغت 0.5%.
يشير تراكم الفحم في الصين إلى نهاية مرحلة تاريخية من الاعتماد الكبير على الفحم، ويمكن أن يُعتبر رمزًا للوصول إلى ذروة استهلاك هذا الوقود الأحفوري.
هذا التكدس، رغم أضراره، قد يكون بشيرًا لتراجع الاعتماد العالمي على الفحم، مما قد يكون علامة إيجابية على مستقبل بيئي أفضل.
تراكم مخزون الفحم في الصين، الذي وصل إلى 636 مليون طن، يعكس جهود الحكومة لتفادي أزمات الكهرباء، ولكنه يُبرز في الوقت ذاته تحديات بيئية واقتصادية. تراجع الطلب على الفحم في القطاعات الأساسية يعكس تباطؤًا اقتصاديًا، ويشير إلى نهاية حقبة الاعتماد الكبير على الفحم في الصين، مما قد يُبشر بتحسن الوضع البيئي عالميًا.