براكين أيسلندا.. حمم من اللهب تجوب الطرقات لعقود أو ربما قرون - صور

حذّر علماء وباحثون من ثلاث جامعات من أن الموجة الجديدة من الانفجارات البركانية، التي بدأت معظمها في عام 2021 في شبه جزيرة Reykjanes بأيسلندا، "قد تستمر لعقود أو ربما لقرون"، متسببة في اضطرابات كبيرة ومتنوعة.

طاقة Jun 28, 2024 IDOPRESS

صهارة انفجارات بركانية في أيسلندا

براكين المنطقة كانت خاملة طوال 800 عام تقريبًا

حذّر علماء وباحثون من ثلاث جامعات من أن الموجة الجديدة من الانفجارات البركانية، التي بدأت معظمها في عام 2021 في شبه جزيرة Reykjanes بأيسلندا، "قد تستمر لعقود أو ربما لقرون"، متسببة في اضطرابات كبيرة ومتنوعة.

وذلك وفقًا لما نقلته وسائل إعلام محلية ودولية، بما فيها صحيفة "التايمز" البريطانية في عددها اليوم الخميس.

اقرأ أيضاً : وفاة وإصابات بسقوط تلفريك في كولومبيا "صور"

وتعد شبه الجزيرة موطنًا لـ 70% من سكان أيسلندا، البالغ عددهم 400 ألف نسمة، وتحتضن المطار الدولي الوحيد العامل فيها على مدار العام وعددًا من محطات الطاقة الحرارية الأرضية.

وقد شهدت المنطقة ثمانية ثورات بركانية في السنوات الثلاث الماضية.

يُذكر أن براكين المنطقة كانت خاملة طوال 800 عام تقريبًا، منذ فترة تعرف بحرائق ريكيانيس بين عامي 1210 و1240. لكنها عادت إلى النشاط قبل ثلاث سنوات، حيث بدأ أحدثها في 29 مايو الماضي، ولم يتم الإعلان عن انتهائه إلا يوم الاثنين من هذا الأسبوع، مما أدى إلى إجلاء آلاف السكان والسياح من البلدات والمنتجعات في المنطقة.

اقرأ أيضاً : كوريا الشمالية: اختبرنا بنجاح صاروخًا متعدد الرؤوس الحربية

جاء ذلك بحسب ما أفاد به علماء من جامعة أيسلندا، وجامعة أوريغون الأمريكية، ونظراؤهم من جامعة أوبسالا في السويد، في تقرير حللوا فيه البيانات الجيوكيميائية والزلازل، وتوقعوا أن الانفجارات "قد تستمر وتتوقف لسنوات وإلى عقود"، محذرين من أن الإطار الزمني يمكن أن يمتد إلى "ربما قرون".

وسعى العلماء إلى التحقق مما إذا كانت الانفجارات البركانية في شبه الجزيرة ناتجة عن مصدر واحد مشترك للصهارة أو عدة مصادر أصغر، بالإضافة إلى محاولة تقدير عمق مصادر الصهارة.

من خلال تحليل التركيب الكيميائي للحمم البركانية من بركانين مختلفين في شبه الجزيرة، التي تضم ثمانية مواقع بركانية، خلص الباحثون إلى أن البراكين لديها "منطقة تخزين صهارة مشتركة أسفل شبه الجزيرة"، مما يشير إلى وجود خزان كبير من الصخور المنصهرة في القشرة الأرضية، والذي "يتم تغذيته عن طريق ذوبان الصخور بشكل أعمق في الوشاح".

وأشار الباحثون إلى أن موقع أيسلندا فوق سلسلة جبال وسط المحيط الأطلسي النشطة بركانيًا بين صفيحتين قاريتين، مع النقطة البركانية الساخنة الموجودة أسفل الجزيرة والمعروفة باسم عمود أيسلندا، "لن تواجه مشكلة في ضخ" الصهارة إلى السطح.

وقال علماء جامعة أوريغون في بيان صحافي، نقلاً عن بحث أجراه عالم البراكين إيليا بيندمان، ونُشر في مجلة Terra Nova العلمية، إن هذا قد يتسبب في "ثورانات تستمر عقودًا، مع ظهور مئات الأميال المربعة من الصهارة".

تشير الدراسة إلى أن هناك "نشاطًا ثورانيًا متجددًا على حزام ريكيانيس البركاني بعد 781 عامًا من السكون"، وتحذر: "استنادًا إلى السلوك البركاني السابق، من المرجح أن يستمر هذا النمط خلال القرون القادمة، مما يشكل خطرًا كبيرًا على السكان المحليين والبنية التحتية الهامة في شبه جزيرة ريكيانيس والمناطق المجاورة لها".

مع ذلك، فإن التنبؤ بتوقيت ومدة النشاط البركاني أمر بالغ الصعوبة. قال بيندمان: "الطبيعة ليست منتظمة أبدًا. لا نعرف كم من الوقت وكم سيستمر هذا النشاط خلال السنوات العشر أو حتى المائة القادمة، وسيظهر نمط ما، لكن الطبيعة لديها دائمًا استثناءات ومخالفات".

صوت الجزائر للتكنولوجيا
© صوت الجزائر للتكنولوجيا سياسة الخصوصية