في ملتقى حول أخلاقيات الطب الحيوي في الجزائر
2024/01/19
أكد رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات، محمد هشام قارة، أن أخلقة أبحاث الطب الحيوي تعد أولى التحديات من خلال معالجة التحكم في الإخصاب، وتأثير هذه التقنيات على المستقبل البشري، قائلا إن بعد “الطفل عندما نريد”، برز سؤال “الطفل كما نريد”، من خلال اختيار الجنس والطفل المثالي، عن طريق الانتقاء الجيني، فإن هذه الجوانب حسبه، مثير للقلق، وغيرها تلك المرتبكة بزراعة الأعضاء، والعلاجات الجينية او الاستنساخ..
ويرى قارة، خلال ورشة “الأخلاقيات والأخلاقيات الحيوية” التي نظمها قسم التكنولوجيا الحيوية والعلوم الطبيعية وعلوم الحياة في الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيا، بفندق الأوراسي، الأربعاء، أن كل هذه الٱمال الهائلة المفتوحة من أبحاث الطب الحيوي، تجعل من الضروري إرساء مبادئ تهدف إلى حماية مستقبل الإنسان، ومن الضروري حسبه، إيجاد حل وسط لاحترام النظام الطبيعي، والإغراءات الشنيعة المتمثلة في اختيار الولادة وتحسين النسل، للوصول بلا شك إلى الاستنساخ واستخدام الخلايا الجذعية، والقتل الرحيم، والوضع الشرعي للجنين، واستخدامات البويضة والحيوانات المنوية..
وأفاد أن عدد الباحثين في الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجية، ينبغي أن يصل إلى 250 عضوا، بهدف تعزيز العلوم والتكنولوجيا، ودعم تأثيرها في المجتمع، والمساهمة في تحقيق أهداف وتوجهات التنمية الوطنية.
وفي السياق، أوضحت الأستاذة شافية طويل بوكوفا، مختصة في علم الأحياء، أن كل هذه التغييرات تعتمد على التقدم في العلوم التقنية التي تؤثر على الحياة اليومية للإنسان، من خلال التقدم الكبير المتراكم في البحوث الانتقالية، والبحوث قبل السريرية، والسريرية، في الطب التنبؤي والوقائي والعلاجي، وإن انبهارنا هائل في مواجهة كل هذه التطورات المذهلة في مجال علم الوراثة والتقنيات الحيوية والآن الذكاء الاصطناعي المطبق على علوم الحياة.
ومع ذلك، حسبها، فإن مخاطر التجاوزات يمكن أن تكون مخيفة ولها عواقب وخيمة، لأنه في كثير من الأحيان يمكن لعبقرية الإنسان أن تسبب التجاوزات من خلال حجب احترام الحياة القائمة على الأخلاق.
وقالت إن الإنسان قادر على إعادة تركيب الأنواع النباتية والحيوانية، فكل هذا التقدم يثير أسئلة جوهرية ووجودية وهي تنطوي بالضرورة على نظرة دائمة وعن كثب إلى الأخلاق والأديان والثقافات والتشريعات المحلية والعالمية.
وتساءلت: “هل أصبح الإنسان مهندس الإنسان؟ قائلة: إنه سؤال معقد وعالمي وميتافيزيقي يجب علينا نحن الأكاديميين والباحثين أن نحله معًا”.
ومن جانبها، قالت فاطمة لعرابة جباري نائب رئيس الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيا، إن التقدم في علم الأحياء والطب والتكنولوجيا الحيوية، أدى إلى تعطيل بعض الأسس الأساسية التي تحكم “الحياة” ووجود البشر ذاته، وإن هذا التقدم العلمي السريع يواجه العلماء بمسائل أخلاقية حاسمة، وتتطلب، حسبها، تفكيرا متأنيا وحوارا مفتوحا، حيث تلعب الأخلاق دورًا أساسيًا في كل جانب من جوانب حياتنا، على المستويين الشخصي والمهني، وقالت “من واجبنا ومسؤوليتنا تعزيز الممارسات الأخلاقية، لأنها تشكل الأساس الذي تقوم عليه الثقة والاحترام والعدالة”.
وقالت المتحدثة، إن من الواجب على الجميع الموازنة بين فوائد التقدم والاعتبارات الأخلاقية مثل احترام كرامة الكائنات الحية والحفاظ على بيئتها، مضيفة “إن إنشاء قواعد مسؤولة للممارسة التجريبية من حيث الأخلاقيات الحيوية أمر مطلوب اليوم من قبل مؤسساتنا، خلال يومين لهذه الورشة ستتاح لنا الفرصة لاستكشاف مفاهيم مثيرة وتعميق معرفتنا وبناء روابط مثمرة حول الأخلاقيات وأخلاقيات علم الأحياء”.
للإشارة، فإن الورشة الأولى للملتقى دارت حول الإطار الأخلاقي للبنوك الحيوية، والاستنساخ، وتحرير الجينوم، وحفظ الأجنة بالتبريد، وزرع الأعضاء، والعلاج الجيني، وكل هذه العلوم تتعلق بأخلاقيات علم الأحياء، حيث تم الاتفاق على ضرورة خضوعها لمشاورات متعددة التخصصات، بمبادرة من لجان أخلاقيات علم الأحياء الديناميكية، بما في ذلك الأفكار العلمية والفلسفية والدينية والمجتمعية والقانونية والمدونات العالمية لأخلاقيات علم الأحياء.