"يوم التروية" اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، أول محطات مناسك الحج، حيث يستعد حجاج بيت الله الحرام للوصول إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم.
حجاج بيت الله الحرام يطوفون حول الكعبة
يُستحبفي يوم التروية للحجاج الوصول إلى منى قبل الزوال
"يوم التروية" اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، أول محطات مناسك الحج، حيث يستعد حجاج بيت الله الحرام للوصول إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بسنة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم.
ويُسمى هذا اليوم "يوم التروية" نسبةً إلى الرتوي بمنى، حيث كانت محطة بين مكة وجبل عرفات "يرتوي" بها المسلمون بحصة ماء، ويسترحون فيها قبل توجههم إلى صعيد عرفات.
اقرأ أيضاً : حاج سوري يرقص فرحا بالوصول إلى مكة لأداء فريضة الحج "فيديو"
وفي يوم التروية، يُستحب للحجاج الوصول إلى منى قبل الزوال (أي قبل ظهر الثامن من ذي الحجة)، ويصلون هناك الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وأخيرًا فجر يوم الوقوف، ويُستحب أداءها قصراً دون جمع في يوم التروية.
وبعد طلوع شمس يوم التاسع من ذي الحجة، يتوجه الحجاج إلى عرفات ملبين ومكبرين وذاكرين لله، ليقفوا في صعيد عرفات، الذي يُعدُّ من أبرز أركان الحج.
ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم - عليه السلام - الجمار، وذبح فدى إسماعيل - عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى - صلى الله عليه وسلم - هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنسل المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
اقرأ أيضاً : السلطات السعودية تنشر نقاط ارتكاز أمنية للتحقق من الحجاج غير النظاميين
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا مدة الحج، ويحده من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
وتقدر مساحة منى الشرعية بنحو 7.82 كيلومتر مربع، والمستغلة فعلًا 4.8 كيلومتر مربع فقط، أي ما يعادل 61% من المساحة الشرعية، و39% عبارة عن جبال وعرة، ترتفع قممها نحو 500 متر فوق مستوى سطح الوادي، وأنشئت الخيام بمشعر منى على أسس الأمن والسلامة والملائمة للمحيط العام، من خلال توفير 30 ألف رشاش لمكافحة الحرائق، وأكثر من 3 آلاف كاميرا مراقبة، وأكثر من 12 ألف سماعة للإرشاد والتنبيه، بالإضافة إلى أكثر من 15 ألف وحدة تكييف وتهوية.
ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد "الخيف"، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريبًا من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال: "شهدت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف"، ومازال قائمًا حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ.
ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة 12 من الهجرة كانت الأولى بمبايعة 12 رجلاً من الأوس والخزرج لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، تلتها الثانية في حج العام الـ 13 من الهجرة وبايعه فيها عليه السلام 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه، الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة، حيث بنى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور مسجد البيعة في عام 144هـ، الواقع بأسفل جبل "ثبير" قريبًا من شعب بيعة العقبة، إحياء لهذه الذكرى التي عاهد حينها الأنصار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمؤازرته ونصرته وهجرته والمهاجرين إلى المدينة المنورة.
الوقوف بعرفات
ويبدأ الحج بوقوف عرفات يوم التاسع من ذي الحجة، وهو الركن الأعظم من أركان الحج، ويتوجه الحجاج من مكة المكرمة إلى عرفات، ويقفون هناك حتى غروب الشمس، فيما يسمى بوقوف عرفات، وهو الركن الأعظم للحج